استبعد الخبير الاقتصادي الدكتور باتريك مارديني في حديث لصوت بيروت انترناشونال ان يؤدي انتخاب رئيس الجمهورية والبدء بالتنقيب عن النفط الى انخفاض سعر صرف الدولار، مشيراً الى ان هناك اسباب موضوعية وعلمية تؤدي الى انهيار الليرة وارتفاع الدولار واهمها ازدياد كمية الليرة التي تضخ في السوق حيث زاد المصرف المركزي كمية النقد من ٤٠ ترليون ليرة في منتصف العام ٢٠٢٢ الى ٨٠ ترليون ليرة في اواخر العام ٢٠٢٢.
واذ اوضح ان زيادة طباعة الليرة من قبل المركزي ادى الى ارتفاع سعر الصرف، رأى ان اتجاه سعر الصرف لا يتأثر بالعوامل النفسية والاوضاع السياسية كانتخاب رئيس الجمهورية او موضوع النفط التي قد تؤدي الى تحسن طفيف في سعر الصرف، مؤكداً ان اتجاه سعر الصرف يتأثر بالمعطيات الاقتصادية فكلما نضخ نقد كلما ينهار سعر صرف الليرة اكثر الذي يمكننا ان نوقفه عن طريق ايقاف طباعة الليرة.
وعن تدخل المصرف المركزي والدور الممكن ان يلعبه في لجم ارتفاع سعر صرف الدولار، رأى مارديني ان طريقة تدخل المركزي في الاسواق خاطئة اذ انه يستخدم طريقة آنية مؤقتة تهدف الى لجم مؤقت لسعر الصرف وليس وسائل تدخل مستدامة مشيراً ان المركزي باستطاعته وقف لجم انهيار الليرة اللبنانية بشكل مستدام.
واوضح مارديني ان التدخل الآني للمركزي يتم عن طريق ضخه الدولارات في السوق عبر منصة صيرفة التي تحد من ارتفاع سعر صرف الدولار لفترة معينة لكن عند توقف ضخ الدولارت عبر منصة صيرفة يعاود الدولار الى الارتفاع، وبما ان لدى المركزي كمية محدودة من الدولارات لا يستطيع ان يضخ الدولارت بشكل دائم عبر المنصة فهذه الطريقة للتدخل طريقة خاطئة وغير مستدامة وتؤدي الى استقرار مؤقت في سعر الصرف تليه قفزات وثمنه يكون خسارة ما تبقى من احتياطي في المركزي او ما تبقى من دولارات المودعين اي تكبير الفجوة في مصرف لبنان.
واذ اكد ان سحب الليرات من السوق يؤدي الى انخفاض سعر صرف الدولار لفت الى ان كلفة هذا الامر كلفة مرتفعة وهي خسارة الاحتياطي لمصرف لبنان اي ما تبقى من دولارات المودعين مشدداً على ان الحل الوحيد للجم ارتفاع سعر صرف الدولار هو التوقف عن طباعة الليرات من قبل المركزي.