يبدو أن لبنان دخل مرحلة الارتطام الكبير مع الهستيريا التي يشهدها سعر صرف الدولار منذ أيام، متخطياً، أمس، عتبة 36 ألف ليرة، في ظل توقعات بمواصلة ارتفاعه، فيما تشتد معاناة المواطن، الذي بات مهدداً برغيف خبزه، في حين يتواصل ارتفاع أسعار المحروقات وانقطاع الكهرباء.
البلد يشبه سيارة تسير بسرعة قصوى من دون فرامل ولا يبدو ان هناك سقفاً لسعر صرف الدولار، وبحسب الناشط والكاتب سمير سكاف يمكن للفوضى أن تكون أسرع من الجميع مع ما ينتج عن ذلك من سرقات واعتداءات وعمليات تشليح.
وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم توجه للعسكريين الأربعاء، كاشفا أن «المرحلة المقبلة محفوفة بالأخطار العسكرية والأمنية». وفي حين قال، أمس، إنّ لبنان بعيد عن الترددات الأمنية المحيطة به، فسر البعض كلامه على إمكانية حصول خضات داخلية نتيجة الأزمة المعيشية والسياسية.
وإذ دعا رئيس السن في المجلس النيابي، نبيه بري، إلى أولى جلسات البرلمان الثلاثاء المقبل، قال مدير معهد دراسات السوق د.باتريك مارديني لـ القبس: إن لبنان لا يزال في مرحلة السقوط الحر، والحل الوحيد هو التخلي عن السياسة النقدية المتبعة والقائمة على تدخل البنك المركزي بسوق القطع لتثبيت سعر الصرف وتعويم الليرة.
وقال مارديني أن ارتفاع الدولار هو المسار الطبيعي لسعر الصرف، موضحاً الأسباب التي تدفع الى هذا الارتفاع:
• فقدان الثقة بالعملة الوطنية وسياسة «الهروب من الليرة»
• تراجع النمو الاقتصادي الكفيل بتغطية قيمة الليرة.
• تضاؤل احتياطي مصرف لبنان بالعملة الأجنبية الى نحو 10 مليار
والأمر غير الطبيعي وفق مارديني هو ثبات سعر الصرف على حدود 26 ألف ليرة والذي ساد ما قبل الانتخابات، فهذا الامر كان مصطنعاً ومدفوعاً بضخ دولارات من المصرف المركزي من أجل تمرير الانتخابات. لافتاً إلى أن البديل الانسب هو بايجاد نظام نقدي يفصل قيمة الليرة عن الوضع الداخلي، سواء الوضع الاقتصادي المتردي أم الوضع الامني والسياسي المتقلب. وهذا يحصل عبر انشاء مجلس نقد من خلاله تكون الليرة مغطاة مئة بالمئة بالعملة الاجنبية. وتصبح قيمة الليرة مرتبطة بالدولار.
وفي السياق، رأى المحلل السياسي حنا صالح أن لبنان دخل مرحلة الارتطام، والحاكم رياض سلامة ينفذ عملية «إجرام مبرمج» أدت لتفلت سعر الدولار، موضحاً لـ القبس أن المالك الأول للعملة الوطنية هو مصرف لبنان، هناك شح بالليرة في السوق، والمضاربة على الليرة حالياً تعني أن هناك من غذّى المصرفيين أو بعضهم بالليرة من أجل المضاربة، وهو أسلوب تنهجه السلطة السياسية للوصول إلى أهدافها.