ملتقى الأعمال: هجمة لبنانية على الاستثمار في مصر

ملتقى الأعمال: هجمة لبنانية على الاستثمار في مصر

رعى رئيس مجلس الوزراء في مصر مصطفى مدبولي ممثلاً بوزير الصناعة والتجارة المهندس أحمد سمير افتتاح مُلتقى الأعمال المصري – اللبناني في دورته السادسة الذي انعقد في فندق «سميراميس انتركونتيننتال – القاهرة».

شارك في المُلتقى نحو 200 رجل أعمال ومُستثمر من البلدين، بينهم أمين عام اتحاد الغرف اللبنانية خالد حنفي ورئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية محمد شقير، إلى جانب جمع من كبار المُستثمرين ورجال الأعمال المصرفيين.
وأعرب المتحدثون في جلسة الافتتاح عن قناعاتهم بأهمية العلاقات الاقتصادية المصرية – اللبنانية، منوّهين بحجم الإستثمارات اللبنانية في مصر، ودعوا إلى تعزيز التبادُل التجاري بين البلدين. وقرّر المُلتقى عقد الدورة السابعة لمُلتقى الأعمال اللبناني – المصري في بيروت خلال النصف الأول من العام المُقبل.

تحدّث في جلسة الإفتتاح وزير التجارة والصناعة أحمد سمير، فأشار إلى أنّ لبنان إحتلّ المرتبة 13 بين الدول المستثمرة في مصر وباستثمارات وصلت إلى أكثر من 1.2 مليار دولار ونحو 1904 شركات لبنانية تتوزع إستثماراتها بين القطاعات الصناعية والمالية والخدمية والعقارية والسياحية.

وأوضح أنّ حجم التجارة البينية من البلدين إرتفع خلال العام 2021 إلى نحو 580 مليون دولار بنحو نسبته 35,4% مقارنة مع العام 2020.

ودعا وزير التجارة والصناعة الشركات اللبنانية إلى إقامة شراكات مُشتركة مع نظيراتها المصرية، للانطلاق في التصدير إلى البلدان التي تشترك مع مصر باتفاقات تجارية.

أمين عام الغرف

ثمّ تحدّث أمين عام اتحاد الغرف العربية خالد حنفي، فاعتبر أنّ المُلتقى «يشكّل مرتكزاً أساسياً في العلاقات الاقتصادية اللبنانية – المصرية، وخصوصاً أنّه يشكّل محطة لإعادة تقويم التقدّم المحقق واقتراح الحلول للعراقيل»، لاسيما في ظلّ حقبة جديدة شديدة التعقيد.

وبعدما أشار إلى تنامي حجم التجارة بين البلدين، رأى أنّ هناك «فرصاً هائلة لتوسيع قواعد الإنتاج غير المُستقلة، ومن أهمّها تطوير مواقع لوجستية وصناعية في المرافئ التجارية لكلّ من مصر ولبنان، يُتاح فيها الإستثمار للقطاع الخاص المصري واللبناني، ومن شأنها أن تشكّل مشروعات عربية بامتداد عالمي».

السفير اللبناني
ثمّ تحدّث السفير اللبناني في مصر علي الحلبي فقال: «لا يخفى على أحد أنّ الديبلوماسية شكّلت دافعاً للدولتين نحو التكامل الاقتصادي، مُشيراً إلى أنّ السفارة اللبنانية في القاهر تُعتبر حلقة وصل بين القطاع الخاص والعام في البلدين.

أضاف: «السفارة تسعى حالياً لعقد اجتماع اللجنة العليا المُشتركة قريباً»، لافتاً إلى أنّ تضافر جهود مصر ولبنان انعكس ايجاباً على مستوى حجم التجارة البينية وزيادة الإستثمارات.

شقير
وكان لرئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية محمد شقير كلمة، ومما جاء فيها: «أننا نمرّ في أوقات عصيبة ومصيرية، لكن القطاع الخاص اللبناني لم ولن ييأس، ونحن نقوم بكلّ ما نملك من قوة للحفاظ على ما تبقّى من إمكانات وقدرات وهي كثيرة، وهي أيضاً كفيلة بالنهوض بالبلد من جديد إذا وُجدَ القرار السياسي.

فعلاً القطاع الخاص اللبناني يستمرّ بالتحرّك والمُبادرة بكل تصميم وإرادة وفي كلّ الاتجاهات، وها نحن اليوم نعقد سوياً هذا المُلتقى الذي نعوّل عليه الكثير لمساعدتنا في إيجاد متنفس لاقتصادنا الوطني يقيه شر السقوط، عبر بناء شراكة استراتيجية مع القطاع الخاص المصري».
وختم: «بالتأكيد لدينا الكثير من العناوين والمجالات والفرص. وسأضع بين أيدي المؤتمرين ورقة عمل إقتصادية مُشتركة تمّ إعدادها بين الهيئات الإقتصادية اللبنانية والإتحاد العام لغرف التجارة المصرية، لدى زيارة وفد من الإتحاد برئاسة نائب الرئيس محمد المصري إلى لبنان العام الماضي».

فتح الله فوزي

ثم تحدّث رئيس الجمعية المصرية- اللبنانية لرجال الأعمال فتح الله فوزي ومما قال: «على الرغم من التحدّيات الكبيرة التي تواجه مصر ولبنان وظروف لبنان الصعبة اليوم، إلّا أنّ الطموحات ما زالت أكبر والرغبة المشتركة في مساندة القضايا المشتركة وبالأخص الملف الاقتصادي سيكون لها مردود إيجابي. وأتمنى أن تشهد الأعوام المُقبلة إنطلاقة أكبر وزيادة ملموسة في التعاون الاقتصادي على وجه الخصوص».

تابع: «اننا اليوم أمام تحدّيات من نوع آخر أكثر صعوبة، حيث نواجه تحدّيات وظروفاً دولية وإقليمية غير مسبوقة تستلزم منا الوقوف صفاً واحداً والتفكير خارج الصندوق لامتصاص الأزمات وتجاوز آثارها والمضي قدماً نحو المُستقبل، وهو بإذن الله أفضل للبنان الشقيق ولشعبه العريق. وأدعو كل الأشقاء في لبنان اليوم للتعرف على فرص الإستثمار في مصر التي لا تفرّق بين الأشقاء ولا تبخل عليهم بتوفير الفرص الآمنة والعادلة في الإستثمار والتنمية».

رئيس «الاقتصاد والاعمال»

ثمّ تحدّث الرئيس التنفيذي لمجموعة «الاقتصاد والأعمال» رؤوف أبو زكي فقال: «ليس خافياً على أحد أنّ لبنان يمرّ هذه الأيام في أخطر منعطفاته منذ نشوء الكيان قبل مئة عام ونيف. يواجه أزمة متعدّدة الأوجه، ودفعت بفئات وشرائح واسعة من الشعب اللبناني إلى حافة الفقر. لكن مصر، كانت كعادتها الشقيقة الكبرى الحاضنة، فاضطلعت بدور المهدئ للأزمات السياسية بفعل دورها الوسيط ومحافظتها على جسور الصداقة مع كل أنواع الطيف السياسي اللبناني، وبفعل توظيف علاقاتها القوية مع الدول العربية والكبرى من أجل الحفاظ على هوية لبنان العربية والتخفيف من أزماته. لا بل شرّعت أبوابها من جديد، وتحولت إلى واحدة من أهم وجهات المستثمرين والحرفيين والمهنيين الباحثين عن أفق جديد».

أضاف: «إنّ إقبال اللبنانيين من مستثمرين وحرفيين ومهنيين على مصر دليل على وجود مناخ مشجع على الاستثمار والعمل والمبادلات التجارية، وإن كان الأمر يحتاج إلى المزيد من التسهيلات».

اضعط هنا لقراءة المقال على موقع الجمهورية