صادمة كانت التقلبات التي شهدها سعر صرف الدولار مقابل الليرة خلال الساعات القليلة الماضية، ففي حين صعد بسرعة البرق الى 143 ألف ليرة، هوى بالسرعة نفسها نحو مستوى الـ110 آلاف ليرة فور صدور إعلان مصرف لبنان بيع الدولار على سعر صرف 90 ألف ليرة.
فأي ظروف رافقت هذا الإرتفاع الكبير؟ وماذا عن فعالية تدخّل مصرف لبنان في السوق؟ ومتى تنتهي هذه التقلبات الحادة في سعر الصرف؟ أسئلة حملها موقعنا Leb Economy للخبير الإقتصادي د. باتريك مارديني، وكانت هذه الأجوبة.
لماذا وصل سعر الصرف إلى 143 ألف ليرة؟
وصول الدولار إلى 143 ألف ليرة يعود لثلاثة أسباب، أولها كمية الليرة في التداول والتي تتزايد كثيراً حيث بلغت 70 ترليون ليرة، اضافةً الى خسارة مصرف لبنان للإحتياطه بالعملات الأجنبية الأمر الذي يُضعف من تغطية الليرة ويخفّض من قيمتها على المدى الطويل.
اما السبب الثاني، فهو عدم الوضوح في موضوع حاكمية مصرف لبنان بعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، إذ من الضروري عدم ترك الأمور الى اللحظة الأخيرة. فيجب ان نعرف مسبقاً الى أين نحن ذاهبون لا سيما أن الغموض في هذا الموضوع يزيد من عدم الثقة و الهلع وهروب الناس من الليرة والطلب على الدولار.
ويتمثّل السبب الثالث بإضراب المصارف وبدء الحديث عن إحتمال افلاس بعض المصارف الأمر الذي أدى الى ارتفاع الطلب على الدولار وبالتالي إرتفاع سعر الصرف.
كيف تقرأون تدخل مصرف لبنان في السوق؟
الانخفاض الذي شهدناه في سعر صرف الدولار بعد ارتفاعه الكبير أتى نتيجة تدخل مصرف لبنان بإعلانه عن رغبته ببيع الدولار على سعر صرف 90 الف ليرة عبر منصة صيرفة. وفي الواقع، هذه الطريقة بالتدخل سيئة جداً لأنها تهدر ما تبقى من اموال المودعين وهي توسّع الفجوة المالية، فضلاً عن ان هذه الطريقة مؤقتة لأن المركزي ليس لديه كميات لا متناهية من الدولار لضخها في السوق في حين ان خسارة الإحتياطي تضعف الثقة بالليرة اللبنانية وإنهيارها بشكل أكبر في المستقبل.
متى تنتهي هذه التقلبات في سعر الصرف؟
تدخل مصرف لبنان عبر ضخ الليرة في السوق أدى الى ارتفاع سعر صرف الدولار ثم تدخله عبر سحب الليرة من السوق وخسارة الإحتياطي ادى الى انخفاض سعر صرف الدولار، وبالتالي الذي يخلق هذه التقلبات الحادة في عر صرف الدولار هو سياسة المصرف المركزي غير السليمة، الأمر الذي يسلّط الضوء على ضرورة ايقاف انفلاش الكتلة النقدية وعدم ضخ الليرة في السوق وتوقف المركزي عن طباعة الليرة وتجميد الكتلة النقدية على 70 ترليون ليرة ووقف التصرف بالإحتياطي بالعملات الاجنبية. وإذا لم نتبع هذه الخطوات، سيستمر سعر صرف الدولار بالصعود مع تقلبات حادة.