إعتبر الخبير الاقتصادي د. باتريك مارديني في حديث لموقعنا Leb Economy أن “السبب الرئيسي لتراجع سعر صرف الدّولار وإنخفاضه عن مستوى 100 ألف ليرة أمس، هو إعتماد المصرف المركزي دولار صيرفة على 60 ألف ليرة لسحب رواتب موظفي القطاع العام، وهذا يعني أن المركزي سيدفع دولار أكثر مقابل الأموال بالليرة اللبنانيّة، ما يعني ضخ المزيد من الدولارات في الأسواق”، مشددا على أنه “ضخ المزيد من الدولارات يحسن من سعر صرف الليرة مقابل الدّولار”.
وقال: “هذه العملية غير مستدامة لأن الدولارات الموجودة في الإحتياطي قليلة وبالتالي من الغير معروف إلى متى سيستمر المصرف المركزي بهذه السياسة، الأمر الذي يؤكد ان الإنخفاض في سعر الصرف غير مستدام”.
وأوضح مارديني أن “المسار الذي بدأ منذ حوالي السنتين على منصة صيرفة لا يزال مستمر ، أي طبع كميات كبيرة من الليرات بهدف تمويل عجز الموازنة العامة من جهة وبهدف تمويل سحوبات ودائع المصارف بالليرة، ومن ثم سحبها من السوق عبر المنصة”.
وأكد أن “استمرار هذا المسار يعني المزيد من إنهيار سعر صرف الليرة”، لافتاً إلى أن “المصرف المركزي يتدخل في السوق عن طريق منصة صيرفة بهدف خفض الدولار وتحسين سعر صرف الليرة، لكن هذا التدخل غير مستدام لأن المركزي محدود بكمية الإحتياطي المتوفر لديه”.
وبحسب مارديني: “هذا التدخل سيء، فالإنهيار المتواصل لسعر صرف الليرة مضر بحد ذاته ويفقر الناس، كما إن هذا التدخل يخلق تقلبات حادة بسعر صرف الدّولار تؤدي إلى ضعف الإستثمار والنمو وتأخر إطلاق العجلة الإقتصادية”.
وأشار إلى أن “الأجدى للمصرف المركزي وبدل طبعه الليرة ومن ثم محاولة إمتصاصها من الأسواق عن طريق إعادة شراءها وخسارة أموال المودعين، أن يتوقف عن طبع الليرة”.
وأكد مارديني أنه “على السياسة النقدية وقف ضخ دولارات المودعين في السوق وتدوير الفجوة وتكبير الخسائر وتكبير الأزمة بهدف شراء إنخفاض في سعر صرف الدولار مؤقت وصغير كالذي شهدناه الأمس، والإنتقال إلى سياسة أكثر إستدامة عمادها وقف طباعة الليرة”.