“مزارع الطاقة الشمسية” على المستوى البلدي.. الحل الأفضل لأزمة الكهرباء؟

الكهرباء

في ظل تخبّط الدولة بأزمة الكهرباء منذ عشرات السنوات إلى اليوم وعجزها عن إيجاد خطة تضع القطاع على سكّة التعافي والرّبح بدل نفق التقنين والخسائر، ظهرت “الطاقة الشمسية” ولا تزال، حلاً بديلاً يخفّف العبء عن كاهل مؤسسة “كهرباء لبنان” من دون أن يخفّف من مداخيلها.

الطاقة الشمسية “حلّ جزئي لمشكلة الكهرباء في لبنان وليست حلاً كاملاً متكاملاً” بحسب الخبير في شؤون الطاقة الدكتور باتريك مارديني الذي يؤكد عبر “المركزية” أن “الطاقة الشمسية لا تحرم “كهرباء لبنان” من أي مدخول، إنما تخفف عنها حجم الأعباء وضغط المواطنين، كما تخفف من الحاجة إلى الاستثمار في قدرات الإنتاج، والاكتفاء بمعامل الإنتاج الموجودة، فالاستثمارات الجديدة تتوجّه صوب مشاريع الطاقة الشمسية”.  

عدا ذلك، بحسب مارديني، “فمعامل الإنتاج التابعة لمؤسسة “كهرباء لبنان” تفتقد إلى الكفاءة المطلوبة، وإذا كانت معامل الطاقة الشمسية قادرة على الحلول مكان معامل “كهرباء لبنان” فنكون بذلك نخفف من كلفة الإنتاج عن كاهل المؤسسة التي ستركّز عندئذٍ على المعامل الكفوءة وتترك للطاقة الشمسية أن تحل مكان المعامل غير الكفوءة”. 

وإذ يرى أن “الحل الأنسب يكمن في بناء “مزارع للطاقة الشمسية” مبدياً أسفه لكون لبنان “لم يدخل في هذا الحل حتى الآن”، يوضح مارديني أن “استهلاك الطاقة الشمسية في لبنان يخفف من استهلاك طاقة “كهرباء لبنان” بمعدل 10 ساعات يومياً. وفي فصل الصيف تؤمّن الطاقة الشمسية ما يفوق هذا المعدل وتصل في بعض الأحيان إلى 12 ساعة يومياً، من الساعة السابعة والنصف صباحاً وحتى السابعة والنصف مساءً. أما في فصل الشتاء فتنخفض هذه المعدلات كثيراً لتصل إلى 3 أو 4 ساعات فقط يومياً بسبب الطقس الماطِر والغيوم الملبَّدة”.

ويتابع: إنما المعدل اليومي العام للطاقة الشمسية إذا ما وزّعناها على عدد أيام السنة، فيبلغ حوالي 10 ساعات طاقة يومياً، وذلك استناداً إلى إحصاءات “مزرعة تولا للطاقة الشمسية”.

وينفي مارديني أن يكون هذا المعدل اليومي المرتفع للطاقة الشمسية يخفف من مجموع إيرادات مؤسسة “كهرباء لبنان”، ويقول: بالتأكيد لا يؤثّر في إيرادات المؤسسة، إذ تبقى هناك حاجة إلى 14 ساعة تغذية من “كهرباء لبنان” التي لا تستطيع تأمينها كلها، وبالتالي يشتري المواطنون كامل ساعات التغذية التي توفرها المؤسسة.  

من “الطاقة الفرديّة” إلى “الطاقة الجَماعيّة”

وعما إذا كانت هناك طاقة بديلة غير “الطاقة الشمسية”، يُجيب مارديني: “الطاقة الشمسية” تبقى البديل الأفضل والأنسب حتى اليوم… إذ إن الطاقة البديلة عن “كهرباء لبنان” اليوم هي المولدات الخاصة ذات الكلفة المرتفعة تماماً ككلفة إنتاج الكهرباء في معامل “كهرباء لبنان”. في حين أن كلفة “الطاقة الشمسية” أقل بكثير من الكلفتَين المذكورَتين، إذ تبلغ كلفة إنتاج “الطاقة الشمسية” 10 سنتات للكيلوواط/بالساعة، أي أقل من كلفة “كهرباء لبنان” البالغة 35 سنتاً للكيلوواط/بالساعة، وأقل من كلفة المولدات الخاصة البالغة نحو 50 سنتاً للكيلوواط/ بالساعة.

من هنا تبقى “الطاقة الشمسية” الحل التِقني الأفضل حالياً ككهرباء بديلة، يقول مارديني، “لكن من الممكن زيادة كفاءة “الطاقة الشمسية” في لبنان عن طريق الانتقال من “الطاقة الشمسية الفرديّة” إلى “الطاقة الشمسية الجماعيّة” وتحديداً “مزارع الطاقة الشمسية”. إذ بدل أن يضع كل فرد ألواحاً شمسيّة على سطح منزله، يكفي بناء “مزرعة للطاقة الشمسية” لتغطية المدينة أو البلدة بكاملها، الأمر الذي يوفّر كفاءة أعلى وكلفة أدنى وإنتاجية أكثر”.  

إذاً، الحل الأفضل من “الطاقة الشمسية الفرديّة” وفق مارديني، هي “مزارع الطاقة الشمسية”على غرار” قرية تولا التي تُعتبر مثالاً يُحتذى”. 

ويختم بالتشديد على “وجوب الانتقال إلى بناء “مزارع الطاقة الشمسية” على المستوى البلدي الذي يبقى الحل الأكفأ، خصوصاً مع تطوّر تكنولوجيا الطاقة الشمسية”.  

اضغط هنا لقراءة المقال على موقع المركزية