في ظل الحرب الدائرة في الجنوب و التخوف من توسعها لتشمل كافة المناطق اللبنانية ميّزَ الخبير الإقتصادي الدكتور باتريك مارديني بين الوضع الحالي للحرب و تأثيره السلبي على الحركة الإقتصادية و بين توسع الحرب التي سيكون له تأثير آخر و أكبر على الحركة الإقتصادية
و اوضح مارديني في حديث لصوت بيروت انترناشونال أنه في الوضع الحالي الإنعكاس الأكبر على الحركة الإقتصادية لناحية القطاعات كانت على القطاع السياحي الذي ضُرِبَ بالصميم إذ طار الموسم السياحي الصيفي بعدما كانت السياحة في العامين ٢٠٢٢ و ٢٠٢٣ هي المحرك الأساسي للعجلة الإقتصادية في البلد و هي التي جذبت الفريش دولار بشكل كبير جداً إلى البلد.
وتحدث مارديني عن الإنخفاض الكبير في عدد السياح والتراجع المأساوي في السياحة في لبنان “و هذا الإنخفاض سيكون له تبعات كبيرة بمعنى صعوبات إقتصادية أكبر و تباطؤ في النمو الإقتصادي و عدم قدرة الدولة على خلق فرص عمل جديدة وغيرها”.
ولفت مارديني إلى أن السياحة تأثرت بسبب تحذيرات الحرب و مخاطر توسعها و لذلك تفادى الكثير من المغتربين و السياح المجيئ إلى لبنان تخوفاً من الحرب و إقفال مطار رفيق الحريري الدولي الذي عززه إلغاء الرحلات و تحذيرات السفارات و تحذيرات وكالات السفر و شركات الطيران.
كما تحدث عن تأثير الحرب على منطقة الجنوب سيما في المناطق التي تتعرض للقصف حيث شُلت الزراعة و الصناعة و كل القطاعات مع ارتفاع نسبة النزوح ” وهذا له كلفة كبيرة على الإقتصاد في الجنوب المشلول تماماً”.
أما في حال توسعت الحرب و دخلنا في حرب شاملة و تعرضت كل المناطق اللبنانية لما يتعرض له الجنوب حالياً يتوقع مارديني بأن الكلفة ستكون مرعبة على الإقتصاد اللبناني بحيث إذا حصل هذا السيناريو فكل القطاعات ستتوقف وليس فقط السياحة و الناس لن يتمكنوا من الذهاب إلى أعمالهم و بالتالي تتوقف الصناعة و الزراعة و الخدمات
ويلفت مارديني إلى أن الفرق بين اليوم و حرب ٢٠٠٦ أنه في العام ٢٠٠٦ كان هناك نوع من البحبوحة و كانت الشركات تعمل بشكل طببعي وكان لدى الشركات و المواطنين بعض المدخرات أما حالياً في ظل الأزمة الإقتصادية و المالية لم يتبق لدى الشركات و الأفراد أي مدخرات و أموال و بالتالي ليس هناك قدرة على الصمود متخوفاً من ان نشهد تسريحاً كبير جداً للعمال و وقف دفع رواتب و أجور الأمر الذي سيؤثر على الوضع المعيشي للمواطنين بشكل كبير و على قدرتهم على تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة من مأكل و مشرب وغيرها.
ويتخوف مارديني في حال توسع الحرب من شلل إقتصادي كبير جداً إضافةً الى الدمار الذي ستكون كلفته كبيرة مع العلم أن علاقتنا مع الدول العربية لم تعد كما كانت عليه في السابق كي نعتمد عليهم في إعادة الإعمار و لم يعد لدى لبنان القدرة على تمويل إعادة الإعمار في ظل الأزمة الإقتصادية التي يعاني منها.