انخفضت كلفة الكهرباء على أهالي بلدة حاقل الجبيلية بالأرقام وفي فترة وجيزة، وذلك بعد إطلاق مبادرة لتأمين الطاقة الشمسية جاءت ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، وشكلت الحل البديل لأزمة الكهرباء المستمرة.
يمثل هذا الحل في الحقيقة الخيار الأساسي والأفضل في المرحلة الحالية، والذي سيستمر الانتفاع منه لفترة طويلة جداً. تعود أسباب نجاح هذا النموذج إلى طبيعة الأزمة نفسها، فهي أزمة معقدة وقديمة ومتشابكة، والطاقة الشمسية تشكل أصلاً حلاً بديلاً لجزء كبير من هذه الأزمة. تخفف الطاقة الشمسية من حدة الأزمة إلى مستوى محمول ومقبول، حيث يصبح النقص محدوداً وقابلاً للإدارة.
ينادي المعهد اللبناني لدراسات السوق منذ فترة طويلة بضرورة منح البلديات صلاحية التعاون مع القطاع الخاص لإنشاء مزارع الطاقة الشمسية ضمن نطاق البلدات، وذلك في إطار لامركزية الإنتاج والتوزيع. يهدف هذا التوجه إلى تمكين المجتمعات المحلية من إيجاد حلول مستدامة لمشاكلها الخاصة بالطاقة، بعيداً عن المركزية التي أثبتت عدم فعاليتها على مدى سنوات طويلة.
أثبتت هذه التجربة أن الحلول موجودة وممكنة التطبيق على أرض الواقع، وأن الاستثمار في الطاقة الشمسية لم يعد خياراً ترفيهياً أو ثانوياً، بل أصبح ضرورة وطنية واقتصادية ملحة. تشير النتائج الملموسة لهذا المشروع إلى إمكانية تعميم هذا النموذج على بلدات أخرى في لبنان، مما يساهم في تخفيف العبء عن المواطنين وتحسين جودة حياتهم.
تفتح هذه المبادرة الباب أمام نقاش جدي حول دور البلديات في إدارة ملف الطاقة، وحول أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص في إيجاد حلول عملية للتحديات الاقتصادية التي يواجهها لبنان. توفر الطاقة الشمسية فرصة حقيقية لتحقيق الاستقلالية الطاقوية على المستوى المحلي، وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية المكلفة وغير المستدامة.