يُعدّ مؤشر “الإضاءة الليلية” أداة مبتكرة لقياس النشاط الاقتصادي في لبنان. يعكس تراجع الإضاءة الليلية بنسبة تصل إلى 90% خلال سنوات الأزمة الاقتصادية مدى تدهور البنية التحتية. هذا الانخفاض الحاد يُبرز فشل السياسات الحكومية والاحتكارات في قطاع الكهرباء، مما أدى إلى تفاقم معاناة المواطنين، خاصة في المناطق الأكثر فقرًا مثل طرابلس وعكار.
إن احتكار مؤسسة كهرباء لبنان لإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء، وغياب المنافسة، ساهما في تدهور كفاءة الخدمة واستمرار العجز المالي. فقد تكبّدت المؤسسة خسائر تُقدّر بحوالي 40 مليار دولار، دون تقديم خدمة موثوقة للمواطنين. هذا الوضع الكارثي يُحتّم ضرورة فتح القطاع أمام المنافسة وخصخصته لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف.
في هذا السياق، يُعدّ مشروع “الشبكة الخضراء” (Green Grid) الذي أطلقه المعهد اللبناني لدراسات السوق (LIMS) مبادرة هامة لتعزيز المنافسة في قطاع الكهرباء. يهدف المشروع إلى إدخال الطاقة المتجددة كمصدر بديل، مما يُسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وخفض التكاليف. علاوة على ذلك، يُشجّع المشروع على إشراك القطاع الخاص في إنتاج وتوزيع الكهرباء، مما يُعزّز الكفاءة كما يُحسّن جودة الخدمة.
من ناحية أخرى، يتطلب تعزيز المنافسة في قطاع الكهرباء إزالة العقبات البيروقراطية وتبسيط الإجراءات للمستثمرين. لتحقيق ذلك، ينبغي على الحكومة توفير بيئة تنظيمية شفافة وعادلة تُشجّع على الاستثمار وتُحفّز الابتكار. كما أن تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص ضروري لضمان تقديم خدمات كهرباء موثوقة وبأسعار معقولة للمواطنين.
في النهاية، يُعدّ مؤشر “الإضاءة الليلية” دليلاً واضحًا على تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان نتيجة السياسات الحكومية الفاشلة والاحتكارات في قطاع الكهرباء. لذلك، فإن الحل يكمن في تعزيز المنافسة، وفتح القطاع أمام الاستثمارات الخاصة، وتبني مشاريع الطاقة المتجددة. هذه الإجراءات ستضمن توفير كهرباء مستدامة وموثوقة، مما يُسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
:للمزيد من المعلومات حول مبادرات تعزيز المنافسة وتحسين خدمات الكهرباء في لبنان، يمكن مشاهدة الفيديو التالي